بيان من رئاسة الاتحاد العربي للعلوم النفسية وأمانته العامة

حول الحرب والمذابح الدائرة في قطاع غزة (أكتوبر 2023)

 

يعرب الاتحاد العربي للعلوم النفسية عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني في غزة ويدين العدوان الغاشم والاعتداءات الهمجية لقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي أسفرت عن مقتل أكثر من ستة آلاف (6000) من المدنيين الأبرياء معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن الدمار الواسع النطاق للمباني السكنية والمدارس والمساجد والمستشفيات وغيرها من مرافق البنية التحتية.

 

إن العدوان الغاشم الذي تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، باستخدام الطائرات الحربية والأسلحة المتطورة والقنابل الفوسفورية المحرمة دولياً ضد المدنيين العزّل يعد جريمة حرب ضد الإنسانية وانتهاك واضح لاتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين في أوقات الحرب.

​

كما يدين الاتحاد العربي للعلوم النفسية تحيز وسائل الإعلام الغربية وصانعي السياسات الذين يتبنون فقط الرواية الإسرائيلية التي تقف بصمت تام تجاه وفاة الآلاف من الأطفال والنساء الفلسطينيين. ومن المخيب للآمال أن نرى المعايير المزدوجة في العالم الغربي يشاهد حرب غزة والتي يواجه فها ما يزيد عن  2.2 مليون شخص التطهير العرقي، وتطلب منهم قوات الاحتلال الاسرائيلية الهجرة إلى صحراء سيناء، مع العلم أن ثلثي هؤلاء الناس هم لاجئون  بالفعل، حيث  أجبرهم الإسرائيليون على ترك منازلهم قبل 75 عاماً بعد أن تم الاستيلاء على وطنهم وإجبارهم على العيش في غزة، والتي تعتبر أكبر سجن مفتوح في العالم.

​

ويؤكد الاتحاد العربي للعلوم النفسية أنه ضرورة وقف الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها إسرائيل عمدا وبوحشية ضد السكان المدنيين الفلسطينيين الخاضعين لاحتلالها غير القانوني. ويدعو الاتحاد  المجتمع الدولي بشكل عاجل إلى ممارسة واجبه والتحرك الفوري بموجب القانون الدولي لوقف هذه المذبحة والقتل الوحشي للمدنيين في غزة، والوقوف ضد الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينة منذ عام 1947.

​

كما يدين الاتحاد العربي للعلوم النفسية انتهاكات حقوق الإنسان من قبل القوات الإسرائيلية ويؤكد أنه لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر للعقاب الجماعي وحرمان الناس من الوصول إلى أساسيات الحياة كالهرباء والدواء والغذاء والماء. ولذلك، فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ الموقف الأخلاقي الصحيح والتحرك الفوري من خلال دعوة زعماء العالم وصانعي السياسات إلى توفير وضمان الحماية اللازمة للمدنيين الأبرياء ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم المختلفة.

​

ومن هنا فإن الاتحاد العربي للعلوم النفسية يناشد قادة العالم للدعوة إلى احترام القانون الإنساني الدولي (IHL)، الذي يضمن حماية السكان المدنيين من أي آثار للأعمال العدائية والعنف العشوائي. كما نناشد قادة العالم وقف الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية باعتباره السبب الجذري للمشكلة الرئيسية والبدء في تطبيق القانون الدولي من خلال تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي تضمن للفلسطينيين حقوقهم واستعادة حقوقهم وأراضيهم المحتلة.

​

ويدعو الاتحاد العربي للعلوم النفسية منظمة الصحة العالمية وجميع العاملين في مجال الصحة النفسية من الأطباء النفسيين والممرضين والمرشدين والمعالجين النفسيين إلى تنظيم برامج التدخل المختلفة والمبادرة لتقديم الإسعافات الأولية النفسية للمصابين والمتعرضين لآثار الكوارث. والعنف بمختلف أشكاله.